مضاعفات عملية الليزر السطحي PRK وكيفية التعامل معها
تعتبر عملية الليزر السطحي PRK خيارًا شائعًا لتصحيح عيوب الإبصار مثل قصر النظر، وطول النظر، والاستجماتيزم، وتتميز بفاعليتها وأمانها، خاصة للأشخاص ذوي القرنيات الرقيقة.
ومع ذلك، قد تحدث بعض مضاعفات عملية الليزر السطحي، التي قد تؤثر على الرؤية أو تسبب عدم راحة للمريض.
في هذا المقال، سنستعرض المضاعفات الشائعة وكيفية التعامل معها، إلى جانب نصائح للحد من هذه الآثار والحصول على أفضل النتائج.
ما هي عملية الليزر السطحي PRK؟
عملية الليزر السطحي PRK، أو استئصال القرنية الضوئي الانكساري، هي إجراء طبي يهدف إلى إعادة تشكيل سطح القرنية باستخدام الليزر، بعد إزالة الطبقة السطحية للقرنية (الظهارة)، مما يساعد في تحسين الرؤية وتقليل الحاجة إلى النظارات أو العدسات اللاصقة. وتعد هذه العملية مفيدة للمرضى الذين يعانون من قرنيات رقيقة أو غير منتظمة، حيث يتم تجنب المخاطر المرتبطة بقطع القرنية كما هو الحال في جراحة الليزك.
أبرز مضاعفات عملية الليزر السطحي PRK
رغم أن عملية الليزر السطحي آمنة عمومًا، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي قد تحدث، وهي تشمل:
1. التصحيح غير الكافي أو الزائد والانحدار البصري
قد يحدث في بعض الحالات أن لا يكون التصحيح كافيًا أو زائدًا، مما يؤدي إلى عدم تحقيق النتيجة المرغوبة بالكامل.
قد يظهر ذلك خلال الأشهر الأولى بعد الجراحة. وتشير الدراسات إلى أن نسبة التصحيح غير الكافي تصل إلى حوالي 6.8% من الحالات. قد يكون السبب هو التئام غير متوقع للقرنية أو استجابة بيولوجية غير طبيعية.
كيفية التعامل: يُمكن اللجوء إلى جلسة ليزر تصحيحية إضافية لتحسين النتيجة، ويقوم الطبيب بتقييم الحالة بعد فترة كافية من الاستقرار البصري.
2. العتامة (Haze)
تعتبر العتامة أو الضبابية من المضاعفات الأكثر شيوعًا بعد عملية PRK، حيث تتكون طبقة ضبابية على سطح القرنية تؤدي إلى ضبابية في الرؤية. تظهر العتامة غالبًا لدى المرضى الذين خضعوا لتصحيح عيوب إبصار كبيرة، وقد تتطلب وقتًا طويلًا للشفاء.
كيفية التعامل: يمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعية للحد من تطور العتامة في الأشهر الأولى. في الحالات المستمرة، يتم اللجوء إلى علاجات مثل التقشير الضوئي العلاجي PTK، ويمكن استخدام مادة الميتوميسين C خلال العملية لتقليل فرصة إعادة تكون العتامة.
3. جفاف العين
يعد جفاف العين من الأعراض الجانبية الشائعة بعد عملية الليزر السطحي PRK، حيث يؤثر جفاف العين على جودة الرؤية وقد يسبب عدم راحة لدى المريض. يحدث الجفاف نتيجة تقطع الأعصاب السطحية للقرنية، ويستمر عادةً لمدة تتراوح بين شهر إلى ثلاثة أشهر بعد العملية.
كيفية التعامل: يُوصى باستخدام القطرات المرطبة بانتظام، وتجنب أي عوامل تزيد من جفاف العين. قد يلجأ الطبيب إلى تركيب سدادات دمعية لحبس الدموع لفترة أطول وتحسين ترطيب العين.
4. الانحرافات البصرية وعدم التمركز
قد يحدث انحراف طفيف في مكان تصحيح الليزر مما يؤدي إلى ضعف جودة الرؤية في الليل أو الإحساس بالهالات حول الأضواء. ويعتبر هذا الانحراف شائعًا عند عدم استقرار المريض خلال الجراحة أو عند عدم توافق مكان التصحيح مع محور البؤبؤ.
كيفية التعامل: تتوفر تقنيات ليزر موجهة تستند إلى تضاريس القرنية لتحسين دقة تصحيح الانحرافات وتقليل الأعراض المرتبطة بالوهج والهالات.
5. الإكتازيا (Corneal Ectasia)
رغم ندرة هذا النوع من المضاعفات، إلا أن الإكتازيا قد تحدث لدى بعض المرضى، حيث تضعف القرنية وتفقد شكلها الطبيعي، مما يؤدي إلى تغيرات في الرؤية على المدى البعيد.
كيفية التعامل: يتطلب علاج الإكتازيا إجراءات إضافية مثل زراعة حلقات القرنية أو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (التصليب) لتعزيز ثبات القرنية.
نصائح لتقليل حدوث المضاعفات
- اتباع تعليمات الطبيب بعد الجراحة: يجب الالتزام بالتعليمات الخاصة بفترة التعافي مثل استخدام القطرات بانتظام، وتجنب فرك العين أو التعرض المفرط لأشعة الشمس.
- الفحص الدوري والمتابعة: من الضروري إجراء الفحوصات المتكررة خلال الأشهر الأولى بعد العملية للتأكد من عدم ظهور مضاعفات غير متوقعة والتعامل معها بشكل فوري.
- تجنب النشاطات المجهدة للعين: يُنصح بتجنب التعرض المباشر للهواء الجاف أو الملوث وتجنب الأنشطة التي تتطلب تركيزًا بصريًا شديدًا خلال الأيام الأولى بعد الجراحة.
الخاتمة
رغم أن عملية الليزر السطحي PRK هي تقنية آمنة وفعّالة في تصحيح مشاكل البصر فإن هناك بعض المضاعفات التي قد تحدث بعد العملية. من خلال الالتزام بتعليمات الطبيب والمتابعة المنتظمة، يمكن تقليل هذه المخاطر وضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة. تظل عملية PRK خيارًا آمنًا وموثوقًا، خاصة للمرضى الذين لا تناسبهم جراحة الليزك بسبب سماكة القرنية أو عوامل أخرى.
المصادر