الفرق بين الماء الأبيض والماء الأزرق في العين

يُعد الماء الأبيض والماء الأزرق من اضطرابات العين الشائعة التي يمكن أن تؤثر على صحة العين وتؤدي إلى فقدان البصر إذا لم يتم علاجها. ورغم أن هناك تشابهًا بين الحالتين من حيث بعض الأعراض وعوامل الخطر، إلا أنهما يختلفان في الأسباب، طرق العلاج، والنتائج المترتبة على كل منهما.

في هذه المقالة، سنستعرض بشكل مفصّل الفرق بين الماء الأبيض والأزرق في العين، بما في ذلك عوامل الخطر، الأعراض، وخيارات العلاج المتاحة لكل منهما.

الفرق بين الماء الأبيض والأزرق في العين

ما هو الماء الأزرق؟

الماء الأزرق، أو الجلوكوما، هو مجموعة من الحالات التي تؤثر على العصب البصري في العين، وهو المسؤول عن نقل المعلومات من العين إلى الدماغ. يحدث الماء الأزرق عادة نتيجة تراكم السوائل داخل العين، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الداخلي للعين (الضغط داخل المقلة).

ما هو الماء الأبيض؟

المياه الأبيض، أو الساد، هو عتامة تصيب عدسة العين البلورية، مما يعيق مرور الضوء إلى الشبكية. يعد الماء الأبيض حالة شائعة تتطور مع التقدم في العمر نتيجة تراكم أو تلف البروتينات على العدسة.

أوجه الاختلاف والتشابه في أعراض المياه البيضاء والمياه الزرقاء

أوجه التشابه:

1. تشوش الرؤية:
   • كلا الحالتين تسببان تشوشًا في الرؤية، حيث يشعر المريض بعدم وضوح في رؤية الأشياء.
2. الهالات حول الأضواء:
   • يعاني المرضى في كلا الحالتين من رؤية هالات حول الأضواء، خاصةً أثناء الليل.
3. تدهور الرؤية الليلية:
   • كلا الحالتين يمكن أن تؤديان إلى ضعف الرؤية في الإضاءة المنخفضة أو أثناء الليل.

أوجه الاختلاف:

1. طبيعة الألم:
   • المياه البيضاء لا تسبب ألمًا، بينما المياه الزرقاء، خصوصًا الجلوكوما مغلقة الزاوية، قد يصاحبه ألم شديد في العين وصداع.
2. سبب التشوش:
   • في المياه البيضاء، يحدث التشوش بسبب عتامة عدسة العين.
   • في المياه الزرقاء، يحدث التشوش نتيجة تلف العصب البصري الناتج عن ارتفاع ضغط العين.
3. الأعراض الإضافية:
   • المياه البيضاء: يمكن أن تظهر أعراض مثل رؤية الألوان بشكل باهت وزيادة الحساسية تجاه الأضواء الساطعة.
   • المياه الزرقاء: قد تظهر أعراض مثل فقدان الرؤية المحيطية (رؤية النفق)، وفي الحالات الحادة قد تحدث أعراض مثل الغثيان والتقيؤ واحمرار العين.
4. سرعة التدهور:
   • الماء الأبيض يتطور تدريجيًا وببطء مع الوقت.
   • الماء الأزرق قد يكون تدريجيًا (في الجلوكوما مفتوحة الزاوية) أو سريعًا جدًا ومفاجئًا (في الجلوكوما مغلقة الزاوية).

التشابه بين الماء الأبيض والماء الأزرق

أهمية التشخيص المبكر:
في كلا الحالتين، يُعد التشخيص المبكر ضروريًا لتجنب المضاعفات وفقدان البصر. يمكن علاج الماء الأبيض عن طريق الجراحة، بينما يتطلب الماء الأزرق تدخلاً متعددًا للحفاظ على مستوى البصر.

العلاج الجراحي كخيار:
الجراحة متاحة لعلاج الحالتين، حيث تُجرى جراحة الماء الأبيض لاستبدال العدسة المعتمة بأخرى صناعية، بينما تهدف جراحة الماء الأزرق إلى تقليل ضغط العين.

الاختلاف بين الماء الأبيض والماء الأزرق

• التأثير على العين:
  • الماء الأبيض يؤثر على العدسة، بينما الماء الأزرق يؤثر على العصب البصري.
• إمكانية استعادة الرؤية:
  • فقدان الرؤية بسبب الماء الأبيض يمكن علاجه بالكامل بالجراحة. أما فقدان الرؤية بسبب الماء الأزرق فهو دائم، ولكنه يمكن الوقاية من تفاقمه.
• طبيعة الحالة:
  • الماء الأبيض حالة غير مؤلمة وتتطور ببطء. أما الماء الأزرق فقد يكون تدريجيًا أو مفاجئًا ومؤلمًا في بعض الحالات.

هل يمكن أن يصاب الشخص بالماء الأبيض والماء الأزرق معًا؟

نعم، من الممكن أن يصاب الشخص بالحالتين في وقت واحد. يمكن أن يؤدي الماء الأبيض في بعض الحالات إلى انسداد قنوات تصريف السوائل داخل العين، مما يسبب الماء الأزرق. كذلك، يمكن أن تتطور عتامة العدسة (الماء الأبيض) بعد جراحات الماء الأزرق.

الفرق بين الماء الأبيض والأزرق في العين من الناحية العلاجية

• علاج الماء الأبيض:
  • يتضمن علاج الماء الابيض في العين استبدال العدسة المعتمة بعدسة صناعية باستخدام تقنية الفاكو. العملية بسيطة وتُجرى تحت التخدير الموضعي.
• علاج الماء الأزرق:
  • يعتمد على نوع الحالة، ويشمل:
    • قطرات العين لتقليل ضغط العين.
    • العلاج بالليزر لتحسين تصريف السوائل.
    • جراحات مثل الترابيكولكتومي أو زراعة الصمامات لتحسين التصريف.

أيهما أخطر: الماء الأبيض أم الماء الأزرق؟

على الرغم من أن كلاً من الماء الأبيض والماء الأزرق يمكن أن يؤديا إلى العمى إذا لم يتم علاجهما، إلا أن الماء الأزرق يُعتبر أخطر الحالتين. السبب الرئيسي وراء ذلك هو أن فقدان البصر الناتج عن الماء الأزرق لا يمكن علاجه أو استعادته، بينما يمكن تصحيح فقدان البصر الناتج عن الماء الأبيض عبر إجراء جراحة لاستبدال العدسة المعتمة بأخرى صناعية. هذا يجعل الماء الأزرق تحدياً أكثر خطورة على صحة العين مقارنة بالماء الأبيض.

عوامل الخطر المشتركة والمميزة بين الماء الأبيض والماء الأزرق

تختلف عوامل الخطر لكل من المياه البيضاء والمياه الزرقاء في العين بناءً على طبيعة الحالتين، لكنهما يشتركان في بعض الجوانب.

أوجه التشابه:

• التقدم في العمر: يعتبر التقدم في العمر عامل خطر رئيسيًا لكلتا الحالتين، حيث تزداد احتمالية الإصابة بالماء الأبيض والماء الأزرق بعد سن الأربعين.
• العوامل الوراثية: إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بإحدى الحالتين، فإن خطر الإصابة يزداد.

أوجه الاختلاف:

• الماء الأزرق (الجلوكوما):
  • الأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ60 معرضون بشكل أكبر.
  • الأفراد من أصول إفريقية أو لاتينية أكثر عرضة للجلوكوما مفتوحة الزاوية.
  • النساء والأفراد من أصول جنوب شرق آسيوية أو السكان الأصليين في ألاسكا معرضون بشكل أكبر للجلوكوما مغلقة الزاوية.
• الماء الأبيض (الساد):
  • يمكن أن يكون خلقيًا بسبب عدوى داخل الرحم أو يظهر في مرحلة الطفولة، رغم أنه نادر.
  • أكثر شيوعًا بسبب التغيرات الطبيعية المرتبطة بتقدم العمر، حيث يصيب حوالي 49% من الأشخاص فوق سن 75.
  • عوامل إضافية مثل الإصابة بداء السكري، السمنة، التدخين، ارتفاع ضغط الدم، الاستخدام الطويل للكورتيكوستيرويدات، الإفراط في تناول الكحول، والتعرض المفرط لأشعة الشمس تزيد من خطر الإصابة.

يظهر الفرق بين الماء الأبيض والماء الأزرق في العين بشكل واضح عند النظر إلى عوامل الخطر الخاصة بكل منهما، مما يساعد في التعرف على الإجراءات الوقائية المناسبة لكل حالة.

الخلاصة

على الرغم من أن الأعراض بين الماء الأبيض والماء الأزرق قد تبدو متشابهة في بعض الأحيان، إلا أن التشخيص المبكر يُعد المفتاح الأساسي لعلاج كلا الحالتين وتجنب فقدان البصر. لذلك، يُنصح دائمًا بزيارة طبيب العيون عند ملاحظة أي تغييرات غير طبيعية في الرؤية. فهم الفرق بين الماء الأبيض والماء الأزرق في العين يساعد على اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة لكل حالة.لحجز موعد أو استشارة طبية، يمكنكم التواصل مباشرة مع مركز البوسفور عبر واتساب على الرقم: 00905077555540. نحن هنا لخدمتكم وضمان صحة وسلامة عيونكم.